JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

العالم العربي اليوم!



بقلم أ. مصطفى طه باشا

يعتقد الكثيرون بأن العرب مازالوا يتربّعون على قمة العالم, حجتهم هي التغنّي بأمجاد وتاريخ العرب والبطولات والانتصارات والإنجازات التي حققوها عبر جميع الحقب الزمنية، فقد كان العرب في وقت من الأوقات مسيطرين ويعتلون قمة العالم اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا وفكريًا.
لكن في العصر الحالي متأخرين بكل شيء, والتأخر نقصد به من الناحية العلمية والفكرية والعسكرية, فهم تابعين للغرب بشكل كامل فالعالم في يومنا هذا يعترف بالقوة العسكرية أولاً والاقتصادية ثانيًا والتكنولوجية ثالثًا, فنحن متأخرين بل متخلفين بمراحل عدة, عن ركب الدول المتقدمة كأمريكا وأوروبا واليابان.
التاريخ لا يغفر ولا يبيح تأخر العرب فقد أصبحوا مجرد أحجار يتم تحريكها كما يشاء الغرب دون الالتفات لرغبات المواطن العربي وماذا يحب وماذا يريد أو ماذا يحلم ويطمح تغييره وإنجازه في بلده فكل هذه الأمور ليست للتنفيذ وحتى ليست للطرح والتفكير من قبل القيادات التي يتم تسييرها كما يحب الغربي من أجل مصالحه وخططه.
التاريخ لا يغفر أيضا كوننا أصبحنا بؤرة للصراعات والحروب وأننا الحلقة الأضعف على مستوى العالم ككل فكل الحروب والصراعات قابلة للانتهاء إلا حروب الشرق الأوسط وتحديدًا الوطن العربي فهي إلى ما لا نهاية وكأنه يوجد عقد بين الوطن العربي والحروب يستمر حتى الأبد.
التاريخ لا يغفر تأخر العلم في بلادنا, بعد أن كان مهد وموسوعة للعلوم والاختراعات بكل المجالات, بدءًا من الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء وانتهاءًا بالقانون والزراعة, فأين الوطن العربي اليوم من التقدم العلمي والمعرفي, فكل رجال العلم العربي والنخبة منهم يتوجهون إلى الغرب كي يُأخذ باختراعاتهم وعلمهم وينتقل إبداعهم إلى التنفيذ بفضل اهتمام الحكومات الغربية بالعقول والأدمغة, بينما قيادات بلادنا لا تعيرهم أي اهتمام, على العكس تمامًا إن لم تقم بمحاربتهم وكبت مواهبهم وإبداعهم لذلك الخيار هو الهجرة والتوجه للغرب, كي ترى أفكارهم وإبداعاتهم النور والظهور إلى العالم.
التاريخ ليس شمّاعة يمكن تبرير ما نحن عليه الآن من تأخر بكل شيء, حتى نظرة العالم لنا باتت فيها نوع من الازدراء, وأننا شعب من شعوب العالم الثالث ليس له قيمة تذكر مثل باقي الشعوب المتقدمة.

الاسمبريد إلكترونيرسالة