بقلم أ. مصطفى طه باشا
غادرَ بلده ولم يعد إليه حتى الآن, وفي الغربة,
وبعد الأحداث التي عاشها قرر أن ينضم لكتيبة البطل الذي لا يموت, كي يكون عنصر
يقدم شيء للإنسانية ويُسهم في محاربة الظلم, ويحاول إشعال شمعة في ظَلام الليل الذي
طال أمده, وأعلن استعمار وطنه ..
كتيبة البطل الذي لا يموت, هل سمعتم بها من قبل؟
إنها
كتيبة القلم الحر, نعم القلم الحر؛ صوت الملايين ولسان الضمير, يحب الحق ويُحارب
الظلم والاستبداد ولكنه بالمقابل مُحارب له أعداء بالآلاف بل ربما بالملايين, صامد
لا يخنع ولا يستسلم, قد يمرض نعم قد يمرض, ولكنه لا يموت لأنه بطل باقٍ لن تُطمس
حروفه ولن تُمحى, عاش ويعيش وسيعيش إلى الأبد..
القلم
الحر عدو لأقلام الجهل والطغاة الذين شوهوا مسيرتهم بالاعوجاج والخروج عن طريق
الحق, هم من يخطون كلمات الطغاة والمستبدين, خانوا عهد الأقلام وأصبحوا قتلة لا
تعرف الرحمة ولا الشفقة, فعندما تخون من خانك، فأنت خائن، نعم خائن ولكن عندما
تخون المخلص والحر فأنت قاتل, نعم أنت قاتل.
حرب الأقلام ليست حديثة العهد, هي حرب منذ
الأزل وإلى الأبد, لا القلم الحر يخسر ولا أقلام الظلام والظلم تنتصر, ورغم تكاتل
أقلام الظلام وتكالبهم فإن القلم الحر يصرخ باستمرار : لن أموت لن أموت لن أموت,
فأنا بطل حر باقٍ في كل بلد .. عشت وأعيش وسأعيش إلى الأبد .
أنتم
.. نعم أنتم .. أنتم القلم الحر الذي لا يعرف الهزيمة والاستسلام, أنتم أمل الأمم
في الخلاص من الطغاة والظُلام.