بقلم أ مصطفى طه باشا
يتساءل
الكثيرون حول مصير المنطقة, وماذا سيجري في الأيام القادمة, ولكن السؤال الأهم
لديهم هو هل سيعمّ السلام والاستقرار في المنطقة أم سيبقى الحال على ما هو عليه ؟
من
يراقب الأحداث يعرف بأن العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا ستكون ناجحة, كما في
العمليات السابقة جرابلس ( درع الفرات ) وعفرين ( غصن الزيتون ), وأن الهجوم
الكلامي والإعلامي للغرب وأمريكا تحديدًا هو مجرد كلام وجعجعة من أجل الرأي العام
العالمي, فأمريكا أعطت موافقتها الكاملة للعملية العسكرية والاتحاد الأوربي أيضًا
أعطى الضوء الأخضر لتركيا من أجل التحرك العسكري في نبع السلام, ولكن هذه الموافقة
خفية وليست ظاهرة, هذه الدول فقط إعلاميًا ومن أجل شعوبها تطلق تصريحات وتهاجم
الحملة العسكرية التي تقوم بها تركيا في سورية.
تركيا
انتظرت عدة أشهر كي تقوم بالعملية العسكرية شرق الفرات وهذا الانتظار من أجل حشد
التأييد الدولي واقناع الدول وأولها أمريكا وروسيا، ومما يدل على ذلك التأييد
الضمني لأمريكا هو انسحابها من شرق الفرات وترك الميدان فارغًا وتمهيد المنطقة من
أجل دخول الجيش التركي وفرض سيطرته عليها, كما حصل في العمليات السابقة.
الخاسر الأكبر في هذه
العملية هم التنظيمات الكردية المسلحة, فقد كانت تؤمل على دعمهم المادي والمعنوي
إعلاميًا وسياسيًا, وتستند على الوجود الأمريكي في الدعم العسكري على أرض الواقع,
ولكن عندما تخلّت أمريكا عنهم وانسحبت من المنطقة, باتوا وحيدين في الميدان وليس
لديهم سوى اللجوء إلى النظام السوري وعقد اتفاقيات معه, في محاولة للبقاء على قيد
الحياة وهذه تعتبر مجرد أحلام لن تُترجم على أرض الواقع, لأنهم سيخرجون كما خرجوا
من العمليات السابقة خاسرين, وقد يقوم الأكراد بتفعيل دور داعش من جديد, في محاولة
لزعزعة الرأي العام العالمي و محاولة تغيير أقطاب الصراع في المنطقة.
فهل ستثمر عملية نبع
السلام في توطيد استقرار المنطقة ونشر السلام فيها, أم ستزيد الطين بلّة وتُعقّد
أمورها؟
هذا السؤال لن
يراودنا كثيرًا, فإجابته ستلوح في الأفق قريبًا وسنعرف نتيجة العملية التي تسير
بتنظيم يُعتبر أفضل من العمليات السابقة في المنطقة.