بقلم أ. مصطفى طه
باشا
يعترف
العالم بالإرهاب ويطبّل ويزمّر لرموزه, ويبني كيانات ودول كيفما يريد حسب مصالحه
ومخططاته, وهنا نقصد بالعالم الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا, فكلنا نعلم بأن
الدول تعمل لمصالحها وتحاول السيطرة على العالم بحجج كثيرة وأبرزها حجة الإرهاب
ومحاربته.
أعلنت
واشنطن عن مقتل أبي بكر البغدادي بعملية عسكرية في سورية, عن طريق عملية إنزال
عسكري في منطقة بريف ادلب باريشا ويعتبر البغدادي زعيم الإرهاب الذي تحاربه الدول
الكبرى فماذا سيحصل بعد البغدادي, وخصوصًا أن الإرهاب في عهده كان إرهاب خجول إذا
ما قمنا بمقارنة أعماله وعملياته العسكرية بابن لادن, الذي كان زعيم التطرف
والإرهاب الأكبر في العالم, وبحسب ادعاءاتهم فهو من قام بشن الهجمات وتفجير أبراج
التجارة العالمية في عام 2001 وهجمات 11 سبتمبر غيّرت أحداث العالم ونظرياته, حيث
ظهر مصطلح الإرهاب منذ تلك الأحداث وألصقت بالمسلمين منذ ذلك الوقت, والآن في عهد
البغدادي لم نشهد عمليات كبيرة ضد الدول الغربية, بل شهدنا عمليات تخريب في سورية
والسطوة على الثورة الشعبية فيها, حيث قام البغدادي ومن تبعه بحرف وتغيير مسار الحراك
وقلب المعطيات وأهداف الثورة, الأمر الذي دفع بالعالم لمحاربتنا وتهميش قضية الشعب
وأهدافه في الحرية والخلاص بحجة وجود الإرهاب, الإرهاب الذي صنعوه واخترعوه وحيثما
أرادوا رموا به, كي يكون شمّاعة لتدخلهم في الدول, وتحديدًا دول الشرق الأوسط.
من
يقرأ عن إنجازات البغدادي وما حققه من نتائج في سبيل خدمة القضية التي يحارب من
أجلها, فلن يجد سوى إنجازاته في سورية وما قام به من تضييق ومحاصرة الثورة وقتلها وخصوصًا
في الفترة الأخيرة حيث تم قتل وخنق كل أصوات الشعب في المناطق المتبقية تحت
سيطرتهم بعد أن قاموا ببيع 70 بالمئة
من مناطق سيطرة الثوار على مساحة سورية وهذه تعتبر من إنجازات البغدادي وجماعته
أيضًا, من يقرأ عن أعماله والنتائج التي خلّفها يُدرك بأنه كان عميل للغرب وأداة
لتمرير مخططاتهم في سورية ومنطقة الشرق الأوسط, فالإرهاب في عهده لم يكن إرهاب بحق
الدول الكبرى, بل كان إرهاب على الإسلام والعرب في سورية والعراق.
فهل
ستختلف الأحداث والمعطيات بعد البغدادي في الشرق الأوسط أم ستستمر الدول الكبرى,
وعلى رأسها أمريكا بتصفية ما تبقى من عناصر ومخلفات وعتاد النصرة وتنظيم الدولة في
ادلب والعراق والقضاء على ثورة الشعب بشكل نهائي بحجة محاربة الإرهاب؟
وهل سيكون أبي إبراهيم الهاشمي القرشي الذي أصبح
خليفة البغدادي مصدر قلق وخطر للغرب, أم سيكون صديق لهم وأقل خطورة عليهم من
البغدادي, وبالتالي سيكون أكثر وحشية على الإسلام والعرب في سورية والعراق وربما
في لبنان.