JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

سورية " اللقمة السائغة "




بقلم أ مصطفى طه باشا

تشهد منطقة الشرق الأوسط تغييرات كبيرة وموجات شعبية ضد الحكومات, من العراق إلى لبنان ولكن تبقى سورية هي مركز الصراع الأساسي بين القوى الكبرى في المنطقة.
تعتبر أجواء سورية مفتوحة بشكل دائم أمام حركة الطائرات الإسرائيلية, التي تصول وتتجول في سماء دمشق بين اللحين والآخر, وتقصف كيفما تشاء دون أي مقاومة من الجيش السوري والنظام السوري يحافظ على نفس الرد " الاحتفاظ بحق الرد " بينما طائراته وقواته وحليفه الروسي يقصفون شمال سورية بشكل مستمر, وهذا يدل على سيطرة القوى الأجنبية على الحكم والقرار ويُديرون الدفة حسب مصالحهم.
تتزامن الهجمات الإسرائيلية على سورية بإعلان روسيا إنشاء قاعدة هليكوبتر في مطار مدني بمدينة القامشلي في شمال شرق سورية وتعتبر روسيا المسيطر على 70 بالمئة من الأراضي السورية وهي المسيطر على الغاز السوري بينما تسيطر امريكا على أجزاء قليلة من شمال شرق سورية ولكن فيها  النفط السوري الذي تتحكم فيه وتستفاد منه ويعتبر النفوذ التركي محدود لكن يتزامن مع عملية عسكرية للسيطرة على مناطق أكبر وبالتالي تعتبر سورية مسرح الصراع بين ثلاث دول أساسية تحاول فرض سيطرتها على مناطق معينة تعتبرها حماية لها, فبينما تسعى روسيا للغاز وتعويض خسائرها بالحرب السورية تسعى أمريكا بالمقابل لإبقاء سيطرتها على منابع النفط السوري والتي تستخدم الاكراد كعملاء لها في شرق الفرات وتسعى تركيا لحماية حدودها وطرد الأكراد من المناطق الحدودية, وهنا تضاربت مصالح تركيا مع امريكا ولكن اتفقا بالنهاية على طرد الأكراد وإنشاء مناطق آمنة من أجل عودة اللاجئين السوريين من تركيا إليها وأوضحت تركيا بأنها لا تسعى لمصالح مادية وليس لها مطامع بالنفط السوري وإنما هدفها فقط إبعاد الاكراد عن حدودها ومنعهم من إقامة دولة لهم في سورية على غرار دولة كردستان العراق .
الأوضاع في سورية حتى اليوم تشير إلى فقدان النظام السوري إدارة الدولة وأنه لا يملك القرار وليس له حق في أي شيء بسورية, هو مجرد واجهة يقودها الروس وإيران على أرض الواقع داخل سورية, وبالتالي ليست من مصالح الدول المتصارعة في سورية إنهاء الصراع واستتاب الأمن, بل على العكس تمامًا هدفها إبقاء الصراع واستمرار سيطرتهم بحجة نشر السلام من أجل إبقاء قواتهم داخل سورية .
فهل ستبقى سورية لقمة سائغة بيد الكل, والكل يمرر مشاريعه ويسعى لتنفيذ مخططاته فيها, أم ستتغير المُعطيات والأحداث وسنشهد حقبة جديدة ؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة