JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

هل خسرنا وطننا؟!



بقلم أ مصطفى طه باشا

الوطن العربي؛ لم يكن لنا في يومٍ من الأيام, بل كان مُغتصب ومسروق ومنهوب الخيرات والثروات والقرار والسلطة, وما يحصل اليوم من ثورات وانتفاضات وخسارات لبعض الدول العربية التي انتصر حكامها وسلاطينها على الشعوب, هي مجرد مسرحيات وهمية لا تُقدم ولا تأخر, فنحن لم نخسر شيء لأننا لم نملك وطننا أبدًا, فالمستعمر الغربي هو المالك الحقيقي للبلاد العربية وهو الآمر الناهي فيها, يتحكم ويصدر القرارات كيفما أحبّ وشاء, وليس على حكامنا إلا التنفيذ والطاعة.
من يُتابع الأحداث الأخيرة يدرك أهمية تحرك الشعوب العربية من أجل الخلاص من الاستبداد والظلم والفساد, وهذا لن يتحقق إلا إذا تحركت أغلب الشعوب العربية, أو نصفها على الأقل, فما يجري في العراق ولبنان وسورية اليوم, هو استمرار للانتفاضة العربية أو الربيع العربي كما يسموه, على اعتبار انتصار الثورات التونسية والليبية والمصرية, وهي فعليًا ليست انتصارات بل خسارات أضيفت للخسارات السابقة.
الانتفاضة العربية يجب أن تترافق بفهم عميق للواقع العربي, ويجب أن تترافق باعترافنا  بأن وطننا ليس لنا, بل هو للغرب الذي يسيطر علينا منذ قرون, فعند الإقرار بالحقيقة وإدراك المعضلة نستطيع بعدها التحرك للخلاص منها وحلّها, وتنظيف وطننا من التبعية والفساد الممنهج الذي وُجد مع الأنظمة والحكومات التي نصّبتها القوى العالمية في منطقتنا كي تبقى المنطقة تحت سيطرتها وهي في هذه الحالة تتحرك على هواها ورغبتها, فكل الأحداث والمجريات في البلاد العربية تمر سياستها الداخلية والخارجية من الأنظمة الكبرى, والتي بدورها تضمن تمرير مخططاتها وأهدافها وتضمن حماية الكيان اليهودي الذي يُعتبر أكثر منطقة آمنة في الشرق الأوسط, رغم أنه كيان دخيل وُجد حديثًا في المنطقة, فكيف يكون أكثر أمنًا بينما الدول المجاورة تتخبط في صراعات داخلية وخارجية وتتعرض للتقسيم والأطماع العالمية!
إن أهم مخطط للدول الكبرى هو إبقاء التفرقة وترسيخها على البلاد العربية, فمن خلال التفرقة التي تنفذها الأجندة التابعة لها تضمن استمرار الصراع والحروب في المنطقة, وبالتالي تضمن التدخل المباشر أنّى شاءت وأرادت ذلك, وتضمن أيضًا تمرير مشاريعها الفكرية عن طريق المنظمات التابعة لها في مناطق الصراع والتي تدخل إلى المناطق بحجة الإغاثة, وتضمن أيضًا استمرار بيع السلاح في تلك المنطقة, فمن يقرأ الأحداث يجد بأن الدول الكبرى هي المستفيد الأوحد من زعزعة أمن المنطقة واستمرار الصراع فيها, وهي التي تحاول إبقاء التفرقة بين جميع الفئات وحتى ضمن الفئة الواحدة تم زرع الخلاف, فهل سنبقى الخاسر الأكبر بين الأمم أم ستتحرك النخوة العربية وتنتفض من جديد؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة