JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الإنسان يبقى إنسان



بقلم أ مصطفى طه باشا

تدور الأحداث في السنوات الماضية في العالم أجمع, حول فكرة السيطرة على البلدان عسكريًا واقتصاديًا, مع تهميش شبه تام للإنسان والإنسانية التي باتت آخر اهتمامات هذا العالم.
الإنسان في الحضارات القديمة, كان محطّ اهتمام تلك الحضارات والحقب الزمنية القديمة, ولكن في عصرنا لم يبقَ للإنسان قيمة تُذكر, فقد أصبح مجرد رقم في ساحة أرقام هذا العالم الموحش، وأصبح اهتمام الأكثرية هو السيطرة وفرض القوة, ليكون عصرنا عصر القوى والحروب والنزاعات بين البشر, ولتختفي معها القيم الإنسانية والأهداف النبيلة التي من شأنها رفع الإنسان لدرجات عالية, بعيدًا عن صراع الغابة الذي فرض أحكامه علينا جميعًا.
الصراع العالمي الإنساني الكبير؛ ينقسم لنوعين: صراع الإنسان مع ذاته, وصراعه مع الآخرين, فنحن في حالة صراع دائم مع الذات والتي تتمثل في بعض البشر بشكلين اثنين أخطرها الأنانية المفرطة والأنا, والتي باتت مرض خطير متفشي في أغلب مجتمعات العالم, وأبرزها المجتمع العربي, حيث تتخطى الأنانية الفرد, وتنشر تأثيرها على الأفراد الآخرين في المجتمع, فتُحدث خلخلة وشرخ كبير فيما بينهم, يؤدي لبقاء النزاع والصراع, وربما يؤججه, وقد يصبح صراع مجتمع مع مجتمع آخر, في حال انتصرت الأنانية في المجتمع, وأما الشكل الثاني للصراع؛ فهو صراع الأنا الدولي, والذي يتمثل بفرض سياسات دولة ما على دول أخرى دون مراعاة الإنسان وتوجهاته وتطلعاته في تلك الدولة، وأبرز من يمثل هذا النموذج في عصرنا أمريكا وروسيا.
الإنسان بعيدًا عن الصراعات والنزاعات والتوجهات التي فرضت طوق عليه وقيدته, لم يعد قادر على فرض فطرته التي جُبل عليها, من حب الخير والسلام والأمان, بل أصبح يعاني من الضياع والتشتت, وكأنه في رحلة البحث عن ثيابه التي فقدها منذ سنوات, وهو عاري من كل القيم التي تميزه عن باقي الكائنات الحية في العالم, فهل سيستمر ضياع الإنسان وتشتته وبُعده عن الإنسانية, أم ستنتصر إنسانية الإنسان وتسود القيم العليا في هذا العالم؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة