JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

هل يحكم كورونا العالم ؟




بقلم أ مصطفى طه باشا

 

تدور معظم نقاشات وكلام سكان الكرة الأرضية حول شيء واحد؛ هو فيروس كورونا, الذي أرهب العالم بأسره, وكركب الحكومات وزعزع اقتصاداتها, وتسبب بإفلاس مئات الشركات حول العالم, فهل يمكننا القول؛ بأن كورونا يسيطر على العالم في الوقت الراهن, ويتحكّم بالشعوب ؟

هذا السؤال له تفسيرات وتشعّبات كثيرة, إذا أردنا التعمّق فيه, ولكن يمكننا القول بشكل مختصر؛ بأن كورونا نعم يحكم العالم, ويسيطر عليه بشكل كامل, فالخوف والرعب الذي يعيشه الإنسان – وهنا نقصد بالإنسان البشرية جمعاء – يتخطّى فكرة الخوف, ويأخذنا للتفكير بأمور أكبر من ذلك, فالحرب النفسية أو الحرب العولميّة البيولوجية التي نعايشها اليوم, قلبت موازين العالم, وغيّرت نظرة الإنسان للدول والتصنيفات التي كانت قائمة عليها, من ناحية الاقتصاد والعلم والحداثة والعمران إلى نظرة للإنسان (الكائن البشري) فحسب, وحصرت العالم كله بالإنسان, فلا شيء يفيد لإنقاذه إلا قدرته على التحمّل ومناعته وأسلوب حياته التي كان عليها قبل غزو كورونا لكوكب الأرض, وهنا نجد بأن كورونا بات شبح يسيطر على أوربا وأمريكا, اللتان تترأسان قمة الهرم العالمي, ونجد الدول البقية تشاهد ما يحصل فيها, وتتعجب من هشاشتها وسقوطها في قبضة هذا الفيروس, فالدول النامية؛ دول فتية شابة وطبيعة عيشها تتصف بالصلبة والقاسية وتعتمد على القوة, يكتسب الإنسان فيها مناعة وقوة جسدية؛ كي يتحمل ويتكيّف مع صِعاب الحياة, ويواجه واقعه الصعب, بينما الدول الأوربية يطغى المسنين فيها - لذلك يطلق عليها القارة العجوز - نمط حياتها يختلف كثيرًا عن الدول ذات الشعوب الفتية والشابة, فلا يوجد لديهم مناعة كافية لمواجهة الفيروس أو قدرة جسدية, وبالتالي هم فريسة سهلة لكورنا, وهذا ما حدث في عموم أوربا, وحاليًا يحدث في أمريكا, فكورونا بدأ بالانتشار والسيطرة عليها ويوميًا يحصد آلاف الأرواح والمصابين.

نجد بأن كورونا شلّ الحركة العالمية, وكأنه شرطي مرور وقام بإيقاف حركة الكرة الأرضية, ويمكننا القول بأن كورونا هو المتحكم والمسيطر على العالم, سواء من الناحية الاقتصادية؛ فقد رُبط الاقتصاد بكورونا, أو من الناحية الرياضية؛ أيضًا رُبطت به, أو من الناحية النفسية؛ فقد أرهب البشريّة وجمّد حركتها, وسيطر عليهم فكريًا وشلّ حركتهم جسديًا.

فهل سيبقى العالم في قبضة كورونا, أم سيخرج من هذه البوتقة التي حُبس بها, وهل سنشهد علاج له في القريب العاجل أم ستستمر الجائحة لعدة شهور أخرى؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة