JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

رمضان وكورونا وحظر منزلي




بقلم أ مصطفى طه باشا


يأتي رمضان هذا العام, وسكان الكرة الأرضيّة يتخبّطون يمينًا ويسارًا بسبب فيروس كورونا, الذي أرعب العالم, وجعله سجن كبير، فمالذي تغيّر في رمضان هذا العام, وكيف سيمضي مسلمو العالم شهرهم الفضيل؟
تعوّد المسلمون في كل عام على طقوس وعادات وشعائر دينية, يقومون فيها خلال شهر رمضان, ولكن هذا العام تغيّرت المعطيات والظروف, وحالت دون تأديت بعض الشعائر الدينية, وبعض العادات التي ارتبطت بالمجتمع العربي والإسلامي, وخاصة في شهر رمضان, فقد أُلغيت الصلاة في المساجد بشكل كامل, وألغيت صلاة التراويح التي كانت جزءًا لا يتجزّء من رمضان, حيث يصليها المسلمون بشكل جماعي في المساجد بعد صلاة العشاء, وأيضًا ألغيت بعض العادات الاجتماعية التي كانت تميّز رمضان عن غيره من الشهور, فقد كان رمضان فرصة لتوطيد العلاقات الأسرية, من خلال العزائم والزيارات المتبادلة التي تُنظّم على موائد الإفطار, فروح الأسرة واللقاءات الأسرية الكبيرة؛ بدءًا من الجد والجدة وانتهاءًا بالأحفاد, كانت تبعث البهجة والسرور, وتشعرهم بالأمان الاجتماعي, وهذه العادات تعتبر عامة عند كل العرب وأغلب المسلمين.

كانت الأسواق تعج وتزدحم في رمضان بكل الخيرات, وبهجة المشترين تحلو بعد العصر وقبل أذان المغرب حيث تزدحم الأسواق والشوارع بالمارة والمشترين الذين يتسوقون بأنفسهم من المشروبات الرمضانية ( تمر هندي – جلاب – سوس ) والحلويات والمعجنات ( معروك – كعك )

أما الآن فقد التزم الكل منازلهم, واكتفوا بمشاهدة بعضهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي, وباتت الزيارات عبر الانترنت من خلال مكالمات الفيديو, وباتت الأسواق والازدحام من ذكريات الماضي بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضتها الحكومات في استراتيجية لمكافحة وباء كورونا, الأسواق والمطاعم فقدت بهجتها وبريقها, التي اعتاد الصائمون عليها في شهر رمضان, وحتى الدراما الرمضانية؛ لم يعد لها بهجة وصدى
كما كانت سابقًا, رغم الحجر الصحي المنزلي وبقاء الناس في منازلهم, إلا أنّه لم يعد للمسلسلات بهجتها كما كانت في الرمضانات السابقة, والسبب ربما يعود لانشغال البشر بمتابعة آخر تطورات كورونا, الذي ما يزال يحصد آلاف الأرواح يوميًا, رغم الأخبار المبشّرة بوجود مضادات له قريبًا.
كل شيء لا يشبه الأرمضة السابقة, فكورونا سيطر وتحكّم بكل شيء, وفرض أسلوب حياة خاصة بالبشر, انحصرت في حدود المنزل, ولا يزال البشر يتأقلمون بشكل تدريجي, على هذا الطراز الجديد في الحياة ضمن المنازل, وبحسب بعض الدراسات؛ فأنّه من الممكن أن يصبح أسلوب حياة دائم.

 فهل سنشهد تغيير لهذا النمط من الحياة, التي فرضها كورونا على البشر ويعود الإنسان لحياته الطبيعية, أم ستبقى حياة كورونا كما هي, ونتأقلم معها رويدًا رويدًا ضمن المنازل, ونرتب أعمالنا وحياتنا بناءً عليها؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة