JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

مساعدة الآخرين .. استغلال أم فطرة خيّرة؟




بقلم أ. مصطفى طه باشا

 

تعوّد مجتمعنا على أخذ المواقف بنية سيئة وتحليلها بشكل سلبي، وخاصة في مسألة مساعدة الناس وقضاء حوائجهم، فالله تعالى خلق البشر وصنّفهم في درجات متفاوتة فيما بينهم، فالبعض رزقهم كل شيء، من مال وبنون وترك البعض الآخر بحاجة البعض، كي يسود التكافل الاجتماعي والمودة والرحمة بين البشر.

 

 مجتمعنا حوّل هذه المفاهيم لعوائق وحفر سلبية سادت في عقول الناس، وسيطرت على تفكيرهم فأصبحت مساعدة الناس وقضاء حاجتهم من ضمن المصالح وسادت عبارات مثل " لا يَتذكرني إلا عند حاجته  " " فلان مصلحجي " لو عدنا لزمن الأجداد وحتى ما قبل الإسلام، لوجدنا نفس المواقف ولكن بمفاهيم مختلفة، فمساعدة وقضاء حاجة الناس، كانت ضمن شيم الرجال الكرام، وتدل على أصالة من يقوم بها وكانوا يتسابقون لإغاثة وتلبية حاجات الناس، أما اليوم فقد اختفت هذه المنافسة وتلاشت هذه المفاهيم والقيم وبقيت حبر على ورق، وساد مجتمعنا الخمول والتكاسل من ناحية التضامن والتكافل الاجتماعي، وقد تتعدى في بعض الأحيان لوصف من يقوم بمساعدة الناس وقضاء حاجاتهم بالغبي والساذج وسهل الاستغلال، وأنه على نياته - بمعنى أنه يسهل استغلاله - متناسين الفطرة البشرية الخيّرة التي جُبل عليها الإنسان، في حب الخير ومساعدة الناس.

مجتمعنا بحاجة لإعادة برمجة مفاهيمه الفاسدة والسلبية التي سيطرت على كل مناحي الحياة، فلو تحررنا من السلبية والفساد الفكري، لاستطعنا المُضي للأمام بشكل أسرع، ولتركنا خلفنا قواعد وأرضية راسخة ومتينة، لا يمكن هدمها ومحوها بسهولة.

فعل الخير وخاصة مساعدة الآخرين ليس غباء ولا سذاجة، هو من ضمن عادات وقيم العرب والإسلام، لذلك يجب إحياء هذه العادات ومحاولة بثها في مجتمعنا الحالي، عن طريق برامج ونشاطات ومشاريع، وفي كل المجالات وخاصة في المناهج الدراسية والمنابر الإعلامية، لأن مجتمعنا يعاني من التفكك الاجتماعي والتدهور القيمي، وهذا أمر خطير في المجتمع ويجب تدارك هذا الأمر.

جميع المجتمعات في الكرة الأرضية; عندها ثوابت لا يمكن اختراقها، فهل سنستطيع بهمّة شبابنا وخبراتنا، إعادة مجتمعنا إلى ثوابته الخيّرة، أم سيبقى مجتمعنا يعاني من الخمول والتفكك الاجتماعي؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة