بقلم أ.
مصطفى طه باشا
عام
2020 لن يُنسى, وسيبقى محفور في كل جدار وشارع في الكرة الأرضية, فهو يُعادل
عشرات الأعوام, فقد حمل في طياته مرارة, حزن, ألم, مرض, خوف, ورعب لكلّ البشريّة.
عانى
العالم في عام 2020 من خوف ورعب؛ بسبب الوباء الذي خيّم
على البشرية جمعاء, وقلب نظام الحياة ودبّ الرعب في قلوب ملايين البشر, بالإضافة
لأخذه أرواح مئات الآلاف منه, فقد كان العام مليء بالخوف والتوتر, والضيق المعنوي
والمادي لكلّ البشر, فأغلب البشر فقدوا بعض محبيهم جراء فيروس كورونا, والبعض الآخر
عانى من ويلات الخوف, والبعض عانى ماديًا بسبب الخسائر الاقتصادية, وتدهور قطاعات
السياحة والعمل والصناعة والتجارة, نتيجة هذا الوباء الذي فرض نفسه سيدًا على الكرة
الأرضية وتلاعب بها كيفما شاء.
ولكن
عام 2020 أعاد للبشر بعض العادات التي كادت أن
تفقد حياتها, نتيجة التطور والحداثة والتكنولوجيا, فقد شعر البشر ببعضهم, ووحدتهم
قضية واحدة وجعلتهم يزيلوا الأحقاد وحب السيطرة فيما بينهم, وأجبرتهم على الالتقاء
مجددًا في بيوتهم بعد أن كانوا كالغرباء بسبب عصر السرعة والتكنولوجيا والانترنت,
الذي قضى على التواصل الواقعي, وخاصة داخل البيوت بين الأهل والأحبة, هذا العام حمل بعض الأشياء الإيجابية والكثير من الأمور السلبية, ورغم
ذلك مضى وأصبح تاريخ لن تنساه البشرية.
ودعنا عام كان أشبه بميت, لا حياة به فلم نشعر بطعم الحياة ( حلوها ومرّها ) بل انقضى وانتهى ونحن نحلم بالراحة والخلاص, من الخوف والتوتر الذي ساد هذا العام وسيطر علينا وعلى حياتنا, فهل سيكون العام 2021 عام نجد به الراحة والأمان المعنوي والاستقرار النفسي, أم سيكون عام أشد رعبًا وخوفًا من العام الفائت؟