JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

المثالية والقيم الإنسانية!



بقلم أ. مصطفى طه باشا

 

 

كل إنسان يريد أن يكون مثالي, ولكن المثالية ليست كلمة تُقال أو فعل معين, المثالية عمر يُعاش, وصبر وتحمل وأهم أمر هو عدم ارتكاب الفواحش الإنسانية.

زماننا بات بعيد كل البعد عن القيم الإنسانية, لذلك من توجد فيه بعض القيم ويتمسك بها في هذا الزمن, يُعتبر إنسان مثالي في ظل طغيان الانحلال الأخلاقي والقيمي المسيطر على أغلب مجريات حياتنا, وخاصة في العشر سنوات الماضية, فقد بلغ السيل الزبى وبلغت درجة ابتعادنا عن المثالية مستويات عالية جدًا, فلا وجود للقيم ولا الأخلاق وكل شيء يمشي حسب هوى الأشخاص ومصالحهم.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا؛ هل نستطيع العودة للمثالية في حياتنا أم سنبقى هكذا متأرجحين بين أنياب الانحلال الأخلاقي ؟ هذا السؤال صعب جدًا في هذا الزمن, في ظل سيطرت التكنولوجيا على عقول الجيل وعدم ارتباطهم بالقيم والعادات, وحتى عدم ارتباطهم بالواقع الذي نعيشه, فكلّ همهم هو العالم الافتراضي الذي يسيطر على تفاصيل حياتهم, من ألعاب عبر الانترنت وفيديوهات, وإذا أردنا العودة للمثالية - طبعًا المثالية التي كنا عليها وليس المثالية الحقيقية في تطبيق وفعل كل شيء - فهذا يتطلب جهد كبير وعمل جبار من كل فئات المجتمع, وتستوجب تعاضد وتكاتف الكل من أجل التمسك بالمثالية الباقية في تصرفات وأفعال مجتمعنا وقيمنا وعاداتنا التي باتت مهددة بالانقراض, والتي تعتبر الجانب الإنساني المُضيء في عصرنا, عصرنا الذي يبتعد شيئًا فشيئًا من الإنسانية العالمية, لذلك يجب على العالم الرجوع للفطرة الإنسانية الخيّرة, التي جُبل عليها, ويجب وضع خطط وبرامج لتطوير الذات في الجانب الروحي والأخلاقي, لتعزيز المثالية ودعمها لدى البشرية.

فهل ستسقط المثالية الباقية - والتي تعتبر مهددة بالانقراض والزوال عن البشرية - أم ستبقى وتتعزز بأفعال وتصرفات تحمل الرحمة والحب, لتمسح عن جبين العالم العار الذي يُلطّخ إنسانيته؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة