JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الأحداث والزمن يغدران بنا




بقلم أ. مصطفى طه باشا 

 

كان العالم قبل قرون, يعيش في راحة نفسية, وأمن واستقرار نوعًا ما مقارنة بهذا الزمن, الذي لا يعرف الرحمة والشفقة, فهو يسير بسرعة جنونية حاملًا معه المتاعب والكوارث, لا يدع لنا فرصة حتى للتفكير بما يحدث.

 

الأحداث الحالية أحداث كبيرة وعظيمة, ولكن الإنسان لا يشعر بها, فالزمن يسير مسرعًا لا يترك لنا مجال لمراجعة ما يجري أو يحدث, وكأنه يغدر بنا ويدعنا في صراع معه, صراع لا ينتهي مهما خسرنا وانهزمنا, فقد مرّ على البشرية أزمان ضعف وانكسار كثيرة, ولكن لم يمر مثل هذا الزمن ورغم صعوبته وقساوته إلا أننا لا ندرك هذا الأمر ولا نتفكّر به بشكل جدي, بسبب تسارع الأحداث أو بشكل دقيق تسارع الزمن بحد ذاته, فالساعة تمر وكأنها دقيقة, واليوم ينقضي وكأنه ساعة, وهذا الزمن حقيقي بالانقضاء, فالله تعالى أخبرنا به عن طريق رسوله محمد عليه الصلاة والسلام, حيث ذكره ضمن علامات يوم القيامة, فقد قال " لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان " الأحداث وسرعة الزمن اتحدا معًا في محاربة البشر, ولكن البشر لا يدركون حتى الآن هذه الحرب, لأنها حرب باردة تسير بخطوات ثابتة ومتزنة نحو النهاية, نهاية كل شيء في هذه الحياة.

 

لابد للبشرية من نقطة توقف, وأخذ استراحة من أجل التفكّر وإدراك ما يجري, وإلا فإن الزمن لن يتوقف وهو يواصل مسيرته, ورويدًا رويدًا لن يكون هناك زمن فهو يسير نحو النهاية, نهاية البشر وزوال البشرية، فهل سيدرك الإنسان هذا الأمر, أم سيبقى يحارب في دوامة الزمن, ويبقى تائهًا لا يعرف الخروج منها؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة