JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الإنسان في صراع مع الإنسان أم الزمن؟



 

بقلم  أ. مصطفى طه باشا 

 

الصّراع منذ الأزل حُفر ورُسم في صفحات البشر, فتارةً صراع داخلي بين البشر والشّعوب أنفسهم, وتارةً أخرى صراع خارج إمكانيات البشر وقدرتهم, صراع خفي مع الزمن وتسارع الأحداث دون إمكانية مجابهة هذا الأمر.

فالبشر يخوضون صراعاتٍ وحروبٍ طاحنة بين بعضهم البعض - وكأن الصّراع خُلق معهم, ليكون عقوبة أو ضريبة لعيشهم على هذا الكوكب - فعلى مرّ العصور لم يخلو تاريخ البشر من الصراعات, ولم تشهد أي حقبة استقرار أو هدوء, ولكن في الآونة الأخيرة؛ ظهرت تحدياتٍ كبيرة جعلت الإنسان في مواجهة مع الزمن, وصراع كبير لم يكن يحسب أو يُعدّ العدة لأجله, فالزمن أخطر عدو يواجه البشر في هذه الأيام, فتسارع الأحداث وتطوّر الإمكانيات والوسائل, عوامل جعلت الإنسان يُبصر ويُدرك مدى خطورة هذه المعركة, باعتبار الزمن عدو غير ملموس, وخطر خفي غير مرئي ولا يُدركه الجميع, ولكن له تأثير كبير على حياتنا ومجريات الأحداث التي في العالم, وخاصّة في الأيام القادمة, فالعلم والتطور يمشي بخطواتٍ سريعة جدًا, والإنسان لا يُدرك مدى سرعة الزمن وكيف سرق من أسلافنا الأيام والحياة التي كانوا يعيشونها, وكيف يسرق منّا الآن, ومع ذلك لا أحد يُبصر هذا الخطر الذي يُمسك برقاب كل البشر, فالدول ومن يحكمها همهم التكنولوجيا والحروب والصراعات التي كانت سبب هلاك الأمم السّابقة, ونحن ورغم كل الإمكانيات والحداثة والاكتشافات, لم نصل لدرجة الوعي التي يُمكن من خلالها إدراك خطورة وأهمية الزمن في حياتنا, ولكن حين سيدرك البشر أهمية تكاتفهم, وتوحدهم باعتبارهم جنس بشري تم اختياره من قبل الله عز وجل, كي يعيشوا ويعمّروا هذه الأرض, حينها سوف ينسوا حروبهم وصراعاتهم فيما بينهم, ويلتفتوا لمواجهة الزمن, الذي لا يعرف الرحمة أبدًا, فقد صدق القائل " الزمن كالسّيف إن لم تقطعه قطعك ".

فهل سيدرك البشر هذه الخُطورة ويلتفتوا لمواجهة الزمن, ومحاولة استغلال كل دقيقة في صلاح وإصلاح هذه المعمورة, أم سيبقوا غافلين عنها, وبعيدين كل البُعد عن الهدف, أو الغرض الذي وجدوا به على هذه الأرض؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة