JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

لو كُنّا نملكُ مفاتيح التغيّير!




بقلم  أ. مصطفى طه باشا

 

تأخذنا الأحلام والتهيؤات لعالم الخيال, فنحلم بأشياء تُغيّر واقعنا المزري, وتجعلنا نعيش بعضًا من لحظات السعادة, لأننا غيرنا واقعنا الأليم واخترقنا قوانين الواقع الحالي وقمنا بقلب الموازين والخطط التي فُرضت علينا ولو لفترة وجيزة.

لو كنّا نملك خيارات تغيير واقعنا - وهنا نقصد بأننا سلطة وحكومة كاملة - وكانت مفاتيح التغيير بأيدينا, كنّا قمنا بتغيّير أهم أمر بالنسبة لنا كعرب, جعل العالم العربي دولة واحدة بدون حدود أو ترسيمات وحواجز, فالعرب شعب واحد وديانة واحدة ولغة واحدة, ولكن تمت تفرقتنا ونُفذت بنا الخطط التي وضعها الغرب, كي نبقى تابعين لهم ونبقى في مصافي الدول النامية, فها هي أوربا باختلاف لغاتها ودياناتها تتحد بدولة واحدة, بدون ترسيمات أو حدود أو تأشيرات أو عراقيل تمنع سكانها من التجوال فيما بينها.

ولو كنّا نملك مفاتيح التغيير؛ لغيّرنا مفهوم بناء الجيوش والثكنات والمعامل العسكرية, لمدارس ومستشفيات وفنادق ودور رعاية, وكنّا جعلناها مجانية للكل, وألغينا الخاص منها وجعلها بنفس المستوى بدون تمييز, وجعل الشعب طبقة واحدة بعيدًا عن التفرقة الطبقية, فالمجتمع الطبقي حرمَ أكثر من نصف الشعب من التمتع بحقوقهم, وعاشوا وهم يتحسرون على أبسط الأمور.

ولو كنّا نملك مفاتيح التغيير؛ لجعلنا المواصلات حق لكل شخص, وأعطينا كل إنسان وسيلة النقل التي يريدها ويفضلها, وقمنا بتأمين عمل للجميع بدون واسطات أو محسوبيات, وألغينا نظام البيروقراطية الممل في الدوائر الحكومية, وألغينا نظام السجن واستبدلناه بنظام عقوبة الدراسة, كي يستطيع المحكوم تغيير ذاته وواقعه.

فهل ستبقى أحلامنا – التي هي حلم كل شخص يفهم ويقرأ العربية - مجرد أحلام بعيدة كل البعد عن الواقع, أم سيأتي يوم ونراها تتحقق رويدًا رويدًا ويَنعم الشعب بواقع يستطيع العيش به بكرامة وأمان واستقرار؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة