بقلم أ. مصطفى طه باشا
بلاد
الشام مهما جار الزمان عليها, تبقى مهد للحضارات ومكسب وهدف لكل البشرية, فهي بلاد
مباركة وغنية تحتوي كل شيء, والكل يطمع بها ويصارع للحصول عليها .
الكيان
المزروع في الشرق الأوسط؛ يسعى جاهدًا كي تبقى منطقة بلاد الشام بؤرة توتر وصراع
دائم، يجب أن تبقى بعيدة عن الهدوء والاستقرار، فبعد أن خمدت أحداث سورية والعراق
ولو بشكل جزئي، أشعلت ما يُسمى بإسرائيل فتيل المواجهة بالقدس, بلاد الشام من غير
الممكن أن تبقى مستقرة، فحسب اعتقادهم; يجب أن تظل تلفظ أنفاس اللهب والحرب
والدمار.
من
يُشاهد الأحداث الحالية في القدس، يتذكّر دمشق وحلب وحمص وحماة وادلب في سورية،
سورية التي تم دمارها برعاية ومباركة عالمية وتخطيط إسرائيلي, ويتذكر بغداد
والبصرة والموصل والكوفة في العراق الذي تم دماره وتقييده دوليًا بقيادة أمريكية
وتخطيط إسرائيلي أيضًا.
لكن
القدس وشعبها لم يرضَ بالهوان وانتفض في وجه المحتل الذي منع دخولهم للقدس وقام بمواجهتهم
بالرصاص والقتل, فكان الرد قاسيًا من غزة التي ساندت القدس وضيّقت الأرض والسماء
على المدن الاسرائيلية بصواريخها, لتعلن اسرائيل بعدها الرضوخ لمطالب الفلسطينيين
وفتح القدس أمامهم في انتصار معنوي, وعلى أرض الواقع رغم الخسائر المادية للفلسطينيين إلا أنهم انتصروا معنويًا, وردوا
اعتبارهم أمام المحتل.
بلاد الشام مهد الحضارات ومهد الحروب والتضحيات
منذ الأزل، وكما يبدو ستبقى تُضحي حتى الأبد, طالما الكيان المزروع في فلسطين
موجود بخططه وأهدافه التي يسعى من خلالها لإبقاء المنطقة في صراع مستمر، فهل سيكون
من نصيب بلاد الشام الخلاص والاستقرار أم ستستمر الصراعات في المنطقة إلى أجل غير
مسمى؟