بقلم أ. مصطفى طه باشا
كل
شيء في الحياة بحاجة لشريك من جنسه ليكمله ويتمم نقصه، بحاجة لشريك كي يمشي معه
ويسنده وقت الضيق والشدائد، فالحياة بدون شريك لا طعم لها ولا لذّة, الله تعالى
قال ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )
الذاريات/ 49/ أن الله تعالى خلق من جميع الكائنات زوجين, صنفين متقابلين, كالذكر
والأنثى ، والليل والنهار ، والحر والبرد, والإنسان مثله مثل باقي المخلوقات, يحتاج لشريك في كل شيء بحياته, فهو
بحاجة لشريك في الصداقة واللعب والعمل والزواج, يحتاج لشريك يفهمه ويتمم نقصه وكي يكمل المسيرة معه, ولكن اختيار
الشريك مسألة معقدة وشاقة جدًا, فهي تحتاج لدراسة عميقة واختيار صحيح, تداركًا
للمشاكل التي قد تحدث في المستقبل.
عند
اختيار الشريك يجب مراعاة بعض الأمور والصفات - فكل إنسان لديه مقومات وصفات معينة
تميّزه عن غيره من البشر – فالإنسان يحب من يفهمه ويقدره, ويهتم لتفاصيله مهما
كانت صغيرة, فعند اختيارك لشريكك؛ احرص على شخص يهتم لك ولتفاصيلك, وأيضًا احرص
على الشخص الذي يفهمك ويقدر ظروفك, ويراعي تقلبات مزاجك, ولا تنسَ بعض القيم
كالصدق والوفاء والصبر, وأيضًا يجب أن يتحلى بالأخلاق العالية فيكون شخص متسامح؛
يتصف بالرحمة والحب, بعيدًا عن الحقد والضغينة والشك والأنانية, وهذه بعض الصفات
التي قد تجد بعضها أو نصفها أو جميعها بالشريك حسب بيئتك ومحيطك, فالشريك الذي
توجد به بعض أو جميع هذه الميزات؛ شخص يمكن الاستمرار معه واكمال مسيرة الحياة,
فالحياة بدون شريك تعتبر مشكلة كبيرة للإنسان, لأن أغلب الذين يبقون بدون شريك,
وبحسب معظم الدراسات قد تُسفر عن أضرار كبيرة,
فمنهم يعانون من مشاكل نفسية وجسدية, قد تؤدي إلى الانعزال والوحدة
والاكتئاب, وفي بعض الحالات إلى الانتحار, لذلك يجب عدم البقاء بدون شريك, والبحث
عن الأفضل بالنسبة لك, كي تحافظ على صحتك النفسية والجسدية.
الشريك الحقيقي نعمة
من الله تعالى, احرص على اكتشافه وعدم الملل والتقاعس, ولو تأخرت وطال البحث, تأكد
سوف تجد من يكملك ويفهمك ويكمل الحياة معك, لأن الله تعالى خلق لك زوجك وشريكك,
فلا تيأس واستمر بالبحث.