بقلم أ. مصطفى طه باشا
بدأ
الصراع في الشرق الأوسط يأخذ مُنحنى جديد, ومنعطف مُغاير تمامًا عن النهج والأهداف
والخطة التي وُضعت أو رُسمت له, فقد تغيّرت المُعطيات, فالأحداث بدأت تذهب باتجاه
تهدئة الصراعات, وبداية استقرار المنطقة, بعكس ما يُريده أو يتمناه أعداء الشرق الأوسط,
أو الذين يريدون السيطرة عليه, ونهش ما تبقى من خيراته.
أعداء
الشرق الأوسط اتّبعوا أسلوب " فرّق تسُد " فمنذ إبرام اتفاقيات " سايكس
بيكو " بين الدول الغربية اعتمدوا على سياسة تفريق وتقسيم المنطقة؛ بهدف السيطرة
عليها, وبسط نفوذهم على كامل المنطقة, وبالتالي سهولة الاستفادة من خيراته وثرواته دون أي مقاومة أو اعتراض.
دول
الشرق الأوسط وهنا نقصد الدول العربية وإيران وتركيا, أدركوا أن الخلاص من التبعية
والنهوض من القاع وركوب عربة التطور, هو التهدئة وكسب ودّ بعضهم ومحاولة فتح قنوات سياسية واقتصادية وتجارية بينهم, وهذا ما حصل مؤخرًا
بين الدول العربية ( الإمارات والسعودية ) وتركيا, فقد تم تجاهل الخلافات وفتح
مجالات متعددة سواء سياسيًا أو اقتصاديًا, وبالتالي تنشيط المنطقة وعودة التجارة
والسياحة بين الطرفين, وهذا مؤشر جيد لبدء مرحلة جديدة في المنطقة بعد أن كانت
منطقة توتر سياسي وعسكري, وهذا سوف ينعكس على باقي الدول العربية وأهمهم العراق و سورية, وقد نشهد استقرار أمني بهم بعد
عودة العلاقات التركية الخليجية, وهذا مُبشر لإنهاء كافة الصراعات, وبالتالي
استقرار المنطقة بشكل كُلّي في القريب العاجل.
فهل ستستمر دول الشرق
الأوسط؛ بنهج طمس الخلافات والسعي لتوطيد وتمكين العلاقات بين بعضها, أم سيكون
للغرب موقف ورأي آخر, يُعيد به دوّامة الصراع والخلاف للمنطقة؟