JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

جسدين لعملة واحدة




بقلم  أ. مصطفى طه باشا

 

الإنسان بطبعه يألف من يُبادله ويُشاركه همومه, أحزانه, فرحه, وسعادته, ودائمًا يبحث عمّن يشعر معه بأنّه صورة عنه, رغم اختلاف الجسد والشكل, فالجسد يُصبح وكأنّه جسدين لعملة واحدة أي روح واحدة, في حال وجدت الروح من يفهمها ويشعر بها.

تبادل الهموم ونقلها وإخراج مكنونات داخل الإنسان لا يكون بشكل اعتباطي, بحيث لا نستطيع أن نتحدث عن ما يجول بداخلنا من هموم ومشاكل لأي شخص كان, بل يجب أن يكون هذا الشّخص يبادلنا مشاعر وأحاسيس معيّنة, أهمها الراحة والشّعور بالأمان.

تشارك المشاعر في علم النفس له دور مهم وفعّال في الحياة الاجتماعيّة, حيث يؤدي فهمك لمشاعر الآخرين في دعمهم ومساعدتهم, ويمكنك أن تكون أكثر تعاطفًا وتشاركًا للآخرين في حال قمت بسؤالهم عمّا يحتاجونه إذا كان لديك صديق أو شخص مقرّب يمرّ بظروف صعبة ويبدو عليه التعب والحزن، اسأله ما الذي يمكنك فعله لمساعدته، وفي حال أجاب بأنه لا يعلم أو لا يحتاج شيء، فكّر بما ترغب به لو كنت مكانه وقدّم له أمرًا مشابهًا, وأيضًا أظهر اهتمامك بالآخرين على أن تظهر اهتمامًا حقيقيًا، بحيث تكون فضوليًا حول الأشخاص المقربين إليك، ليس بطريقة مزعجة وتطفلية, ولكن بأسلوب يُظهر أنّك ترغب في فهمهم بشكل أفضل.

لذا يحتاج الإنسان لتشارك وتبادل مشاعر السّعادة ولحظات الفرح, وأيضًا مواقف الحزن والضيق التي يمرّ بها مع شخص آخر, يشعر معه بالراحة والأمان وعدم التكلّف في الحديث, وهذا الأمر سيؤدي إلى راحته النفسيّة والجسديّة وتخلّصه من المشاعر السلبية التي قد تؤثر على عطائه, وتعرقل مسيرته نحو تحقيق أهدافه في الحياة, وبالتالي يُصبح الشّخص أكثر إيجابيّة وعطاء, في حال وجد الروح التي تشبه روحه.

عزيزي القارئ تذكّر؛ بأنّ النفس البشرية عبارة عن منظومة معقّدة للغاية من المشاعر والأحاسيس والأفكار، ومنذ الأزل سعى البشر على اختلاف ثقافاتهم على فهم الطرف الآخر، وتحليل ما يشعر به، نظرًا لما لهذا الأمر من أثر إيجابي في بناء العلاقات الإنسانيّة وتوطيد أواصر الصّداقة والحب.

 

الاسمبريد إلكترونيرسالة