JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

عندما تعبث الروح بالروح


 


 

بقلم  أ. مصطفى طه باشا

 

الروح أعظم شيء في هذا الوجود, وهي أثمن من كل ثمين, لا تُقدّر بثمن, ولا يمكن تعويضها في حال فُقدانها, لذلك تنفرد بأنها أهم شيء في هذا العالم, والكل يحرص على سلامتها والحفاظ عليها, والروح من الألفاظ التي خاض الناس في تعريفها وبيان طبيعتها، وتخبّط الفلاسفة في تحديد ماهيتها والوقوف على حقيقتها، وهي في النهاية من المعاني التي استأثر الله بعلمها، ولم يجعل للإنسان سبيلًا إلى معرفتها، الروح شيء غامض لا يعلمه إلا الله, وهي أكثر مخلوق عقّد البشرية ولم يستطيعوا اكتشاف خباياها أو أسرارها, رغم كل التطور والتكنولوجيا التي وصل لها الإنسان, قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥ الإسراء﴾

ولذلك تعد الروح أهم مخلوق وجد على الأرض, رغم عدم رؤيتها بشكل فيزيائي, فالروح تُعدّ القلب من جهة؛ بحيث ترتبط بالمشاعر والعواطف والاحاسيس التي يمر بها الإنسان, فأغلب البشر يربط الروح بالحب والعشق, فعندما يعشق فالروح تتأثر وتصبح رقيقة ناعمة, فيصبح الشخص عاطفي فيترفّع عن الأمور الدنيوية والمادية, وينسى كل شيء وينحصر تفكيره فقط في الحب, أو الشخص الذي خطف قلبه وروحه, فعندما تجد شخص يفهمك ويحس بك, تشعر وكأنه يُلامس روحك ويعبث بها, فهذه هي الحالة العظمى للروح نشعر بها وبعظمتها, والروح من جهة أخرى؛ هي المسؤولة عن الجسد وهي السبب في بقاءه حي على هذه الأرض, فلولا الروح لمات الإنسان واندثر فوجود الروح تعني الحياة واستمرارها, ومجرد زوالها يموت البشر وتموت أغلب الكائنات الحية الموجودة في هذا العالم, فالروح قوة المعرفة بالله، ومحبته، وانبعاث الهمّة إلى طلبه وإرادته، فللعلم روح، وللإحسان روح، وللمحبة روح، وللتوكل روح، وللصدق روح، والناس متفاوتون في هذه الروح، فمن الناس من تغلب عليه هذه الأرواح فيصبح روحانيًا، ومنهم من يفقده, يقول تعالى : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢ الشورى﴾

ختامًا لا يمكننا إلا أن نقول؛ بأن الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نوراني خفيف حي متحرك، ينفذ في جوهر الأعضاء، ويسري فيها ما سرت الحياة في الأجساد والأرض.

الاسمبريد إلكترونيرسالة