JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

قوارب الموت والتّعبئة الجزئيّة




بقلم أ. مصطفى طه باشا

 

 

ينصهر البشر في بوتقة الموت, ويشدّ بعضهم بعضًا إلى حفرة الهلاك, فتارةً تبتلع البحار جثث الضحايا, وتارةً قذائف الدمار والرصاص, وما بين هذا وذاك يسير الإنسان لنهاية العالم وانتهاء البشريّة.

تضجّ وسائل الإعلام بأخبار ضحايا قوارب النزوح, التي تنطلق من بلاد الموت - وهنا نقصد بلاد الحروب والكوارث الاقتصادية, كسورية ولبنان وليبيا - التي تعاني من واقع معيشيّ وخدميّ شبه ميّت, وهذا يُنبّأ بأن مسلسل النزوح والموت لن يتوقف قريبًا، في ظل وجود العوامل التي تدفع البشر لهذه الظاهرة، من فقر وبطالة وحالة يأس من الواقع، تنتاب عدد كبير من الشبان، في أنحاء متفرقة من المنطقة العربية، وهذه الظروف تدفعهم دفعًا لركوب الموج، على قوارب ضعيفة في رحلات ينتهي أغلبها بل ربما جُلّها بالموت غرقًا, وآخرها قارب الموت, الذي كان على متنه أكثر من 150 شخص من لبنان وسورية وفلسطين, حيث أودى بحياة أكثر من 100 شخص, قُبالة سواحل طرطوس في سورية.

ولا تنتهي مُعاناة البشر هنا, بل نرى في الطرف الآخر من العالم حروب اقتصاديّة وعسكريّة طاحنة, فها هي روسيا تّعلن التّعبئة الجزئية, وتُعلن الاستنفار العسكري وتهدد بالسلاح النووي, مما أدى لحركة نزوح كبيرة من الشباب الروس باتجاه أوربا وتركيا خوفًا وهربًا من الحرب, وأوربا ليست بأفضل حال, فهي تعاني من أزمة اقتصادية شتوية, قد تهوي بها وتدمّر اقتصادها بسبب الغاز الروسي, وهذا فتح الباب أمام مظاهرات كبيرة من قبل الشعوب الأوربية للمطالبة بحلول عاجلة وفتح الباب أمام حركة مغادرة أوربا والاتجاه نحو تركيا وبعض الدول الخليجية.

الأزمات التي تمرّ بالعالم اليوم؛ هي امتداد واستمرار للأزمات التي عاشها البشر سابقًا, بدءًا من كورنا والحروب في الشرق الأوسط وأفغانستان واليمن, والآن حروب باردة على المستوى الاقتصادي والسياسي، فهل اقتربت نهاية العالم بالنسبة للبشر, أم مازال هناك ألم ومعاناة سيعشها الإنسان؟

 

الاسمبريد إلكترونيرسالة