JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

تعدد المزاج وليس الأزواج!




بقلم أ. مصطفى طه باشا

 

نعيش في حقبةٍ زمنيةٍ غريبة, فقد تغيّر كل شيء عرفناه, حتى الأمور الثابتة والأساسية, وأصبحت حياتنا مبنية على التقلبات والثانويات الزائلة, فلم يعد هناك ثوابت وأساسيات وبتنا نعيش حياتنا ننتظر التغيّر والتقلّب من كل شيء محيط بنا, حتى من أقرب المقربين لنا.

الحياة اليوم لم تعد كما عهدناها, أو كما قرأنا وسمعنا عنها في السابق, باتت تُخرج الجديد وتصدمنا بكل شيء اعتدنا عليه, فالبشر اليوم يمر بحالة فوضى أخلاقية ونفسية ومادية وصحية, جعلت تصرفات الناس تتقلب بشكل كبير, فالصديق لم يعد صادق والأخ لم يعد مخلص, والحبيب بات خائن, والشريك أصبح يغش, والعامل متقاعس, والموظف مختلس, وهكذا انقلبت حياتنا وتبدلت مُعطيات وأساسيات العيش, وانحصر تركيزنا بالاقتصاد والمال وتعدد الزوجات, وأهملنا تعدد المزاج الذي جرّنا لعالم يسوده الظلام والضباب، عالم يُسيطر عليه القوي ويتحكم بالضعيف, باختصار عالم لا يعرف الرحمة والمغفرة.

تعدد المزاج لدى البشر ظهر نتيجة تراكمات وظروف عديدة, أهمها العامل المادي والنفسي, فقد شهدت البشرية خلال هذه الحقبة أحداث كبيرة شلّت حركة العالم بأسره, أبرزها وأهمها وباء كورونا؛ الذي مازال يفتك بالبشرية حتى الآن, والعالم يحتاج تكاتف جميع البشر وتسخير كافة الإمكانيات كي يعود كما كان, ويحتاج للوقت كي ينسى الآلام النفسية التي عانى منها, فهي العامل الأهم في تعدد وتقلّب مزاج البشر.

وأخيرًا لابد من التساؤل؛ إلى متى سيبقى الإنسان يعاني من تعدد المزاج والضياع بين متاهات الحياة, إلى متى ستبقى هذه الفوضى الأخلاقية تُسيطر على ضمير وعقول البشرية؟

الاسمبريد إلكترونيرسالة