JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الحسد يقتل روحك




بقلم أ. مصطفى طه باشا

 

الحسد شعور داخلي سيء؛ يتمنى صاحبه زوال نعمة, إنجاز, منصب, أو ميّزة من شخص آخر, والحصول عليها, وربما يكتفي الحاسد بالرغبة في زوالها من الآخرين, دون الرغبة بالحصول عليها, الحسد ينتزع منك السّعادة التي كانت ترافقك, ويقتل روحك ويضع مكانها روحًا ميتة لا حياة بها.

الحسد يُغيّر الحياة ويقلب موازين الاتزان لدى الإنسان, فهو مُعضلة اجتماعية خطيرة, أغلب الناس لا تنتبه لها, ولكن يجب معالجة هذا الشر, كي لا يخرج الأمر عن نطاق السيطرة, ليصل إلى الغيرة المُدمرة وحتى الاكتئاب, وفي الحديث النبوي, قال رسول الله : ( إياكم والحسد؛ فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) وطريق السلامة من الحسد؛ أن تمنع نفسك من هذا, وأن تُذكرها بالله, وتعلم أنه ظلم للبشر من حولك, تجنّب المقارنة مع الآخرين, حدد معيارًا خاصًا بك للنجاح في حدود تقييمك لقدراتك, لأن لكل شخص صراعاته واحتياجاته, الشعور بالامتنان لذاتك, انظر لوضعك بإيجابية, وركّز على نجاحاتك والأشياء التي تملكها, وتذكّر أن الكثيرين لا يملكون ما لديك, وعليك أن تقضي المزيد من الوقت مع أهلك وأحبائك, وتُقدّر وجود الأشخاص المهمين في حياتك, لأن غيرك قد يكون فقد أهله وأحباءه, ويتمنى لو يستطيع استعادتهم والإعراب لهم عن مدى حبه وامتنانه لوجودهم بحياته,  وعليك أن تحاول تقبّل ما لا يمكنك تغييره في ذاتك, والتعايش معه وتحويله إلى شيء إيجابي, لا تحكم على نفسك بقسوة, وفكّر في الصفات الجيدة في شخصيتك, وغض الطرف عن السلبيات والتركيز على الإيجابيات, وعليك مُسامحة الطرف المحسود, ومحاولة الشعور بالفرح لأجله والفخر به وتقديره, مع تحويل الحسد للغيرة الإيجابية, فهي قوّة دافعة لتحقيق هدف مماثل.

الحسد يُعتبر شر من شرور الدنيا, وقد ذكره الله تعالى في كتابه الكريم: < وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ >الفلق:5

ومن أجل الخلاص منه ومعالجته, فإنه يتوجّب عليك ذكر الله, والمواظبة على كلمات الرضا التي تجلب السعادة لذاتك, فمُجرد سعادة ذاتك ورضاها فأنت تُغلق باب الحسد والشر تجاه نفسك, وهكذا تكون ضمنت حياة هادئة ومليئة بالسعادة والطمأنينة.



الاسمبريد إلكترونيرسالة