بقلم أ. مصطفى طه باشا
انتهى
العام وانتهت الأحداث التي عاشتها البشرية بحلوها ومُرّها بفرحها وحزنها, وبدأنا
عام جديد، عام لا نعرف ما سيحمل بجعبته من أحداث.
لم
يكن هذا العام خفيف الظل, بل كان ثقيل بما حمله من معاناة وألم وكوارث على الإنسان,
وخاصة استمرار سلالات كورونا بالظهور واستمرار الموت, ورغم تلقي أغلب سكان العالم
لقاحات كورونا؛ حيث وصلت عدد الجرعات
التي تم إعطاؤها للبشر إلى حوالي تسعة مليارات جرعة, إلا أن هذا الأمر لم يكبح
لجام كورونا وظل يواصل الانتشار ونشر الموت في كل أرجاء العالم.
البشر يأملون بتخطي
جائحة كورونا هذا العام, والعودة للحياة الطبيعية التي غابت عنهم منذ عامين نتيجة
ظهور فيروس كورونا, والتبعات التي رافقت الفيروس؛ من ضيق اقتصادي ومالي وصحي ونفسي
ومعيشي, فأغلب الدول تدهورت الأوضاع فيها وضاع الإنسان بين ثناياها وفَقد طمأنينة
العيش, وخاصة الطبقة المتوسطة والفقيرة, حيث عانت ومازالت تُعاني من نقص في كل شيء
وحرمان من مقومات العيش, نتيجة سيطرة الأغنياء والتجار على الوضع الاقتصادي,
فبعضهم استغل الأزمة لمصالحه الشخصية ومكاسبه المالية, حيث دعسوا على ضمير
الإنسانية لديهم والتفتوا لجني المال والثروة على حساب قوت ومعيشة الطبقة المهمشة
والفقيرة, وهذا الحال ينطبق على بعض الدول التي همّشت الإنسانية ودعست عليها كي
تنقذ نفسها من الجائحة, متناسية سكان العالم وهنا لابد من ذكر أمريكا والدول
الكبرى التي لم تُحرّك ساكن, ولم تقم بفعل شيء أو دعم للإنسانية, بل كان دورها دور سلبي للغاية, مقارنة بمكانتهم
العالمية والنفوذ التي يتفاخرون به.
فهل
سيكون هذا العام, عام الإنسانية والرحمة والخلاص من البلاء الذي حلّ على البشرية,
أم سيكون عام ازدياد المصائب والصعاب؟