بقلم أ. مصطفى طه باشا
خُلق الإنسان وبُعث علي هذا الكوكب؛ كي يعيش الحياة بمُرها وحلوها, وكي يكون قويًا في وجه الصعاب, لا يعرف الاستسلام والوهن مهما عصفت به رياح المشاكل والهموم والأحزان.
الله تعالى فضّل عباده الأقوياء على عباده الضعفاء, والنبي محمد –عليه الصلاة والسلام – قال " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان " الإنسان القوي؛ قوي في بدنه، وفي عمله، إذا عمل عملاً أتقنه، وفي صبره وجلده، وكذلك في دينه، فهو خير من الإنسان الضعيف الذي يقلّ صبره، ويقل تحمله وينسحب عند أصغر الأمور والصعاب.
فمهما حلّ بك ومهما عانيت, كُن ابن الحياة, تعيشها لحظة بلحظة متناسيًا حجم الهموم التي مرت أو تمر بك, وعش حياتك حتى آخر رمق, فالله تعالى سخرك كي تعبده وتعيش حياتك وتعمل, ولو أحاطت بك المشاكل من كل حدب وصوب, فعليك أن تتذكر أنك انسان قوي, لا يمكن للصعاب أن تتغلب عليك مهما بلغت قوتها, وضع في عقلك أنك إنسان خلقت لتنجز وتعمل وتحقق جميع أهدافك ومخططاتك التي تسعى لها مهما بلغت صعوبتها ومهما كانت بعيدة المنال.
أنت الحياة التي ستعيشها, وأنت من تختار كيف تعيش, القوة في عيش الحياة والتأقلم مع ظروفها, سواء في السراء أو الضراء, فالحياة لن تتوقف سواء رضيت أو لم ترضَ, وستستمر عجلة الحياة بالدوران, وأنت عليك مواكبة الحياة والمضي فيها, ويجب عليك عدم لوم نفسك مهما بلغ حجم سلبياتك, وتذكّر أنك ستعيش الحياة بحلوها ومرها وأنها مستمرة.
لذا كُن ابن الحياة وامضِ في سبيلها, فسبيلها لا يعرف النهاية, ولا تنسَ بأن سبيل الحياة, سبيل لا يُخذَل من سلكه, ولا يمكن الاستمرار بالحياة دون الانخراط بها, وتجاهل الصِعاب والأحزان والهموم مهما عَظُمت وعلا شأنها, فإن شأن الحياة أعلى وأعظم, لذلك اسلك سبيل الحياة, وتحلّى بالقوة للمضي والمثابرة حتى النهاية.