JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Startseite

كورونا والحرب العالمية



بقلم أ. مصطفى طه باشا

يشهد العالم اليوم تسارعًا كبيرًا, وانفجارات اقتصادية خطيرة, قد تؤدي لإفلاس وإغلاق ملايين الشركات حول العالم, بسبب فيروس كورونا, وبالتالي تفشّي البطالة والركود الاقتصادي, والذي يُولّد الحروب والنزاعات العالمية, كما حصل في الحربين السابقتين الأولى والثانية.

من يقرأ التاريخ, يعرف حق المعرفة أسباب الحروب العالمية السابقة؛ فهي قامت بسبب الانهيار الاقتصادي وتفشي البطالة وكثرة العاطلين عن العمل, فاليوم نشهد بداية انهيار اقتصادي عالمي, مع إعلان مئات الشركات والمعامل إفلاسها وإغلاقها وتسريح آلاف العمال والموظفين, وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه, فنحن مُقبلين على مرحلة خطيرة جدًا, ربما تؤدي لحربٍ عالمية ثالثة؛ بسبب الفقر والمجاعات التي قد تحدث في القريب العاجل, نتيجة الأوضاع المزرية التي تشهدها معظم دول العالم, ليس في مجال الصحة فحسب, بل في كل المجالات.

لو أردنا أن نتحدث عن قطاع السياحة حول العالم, فهو يُشغّل حوالي نصف مليار شخص, أو ربما أكثر, فهو مرتبط بالفنادق والمطاعم والمطارات وشركات النقل, وفي الوقت الراهن فقد شلّت حركة السياحة العالمية وفي كل الدول, وبنسبة تتجاوز 99 بالمئة وتحديدًا التي تعتمد على السياحة بشكل رئيسي, كتركيا ولبنان وحتى الإمارات, حيث اضطرت مئات الشركات السياحية حول العالم للإغلاق, وبعضها أعلن الإفلاس نتيجة هذا الوباء.

لذلك؛ لابد من حل عاجل وجذري لقضية كورونا, ولابد من تكاتف جميع الجهود وتوحيدها من أجل إيجاد طريقة للقضاء على هذا الوباء, والذي يُعتبر من أشرس وأعنف وأخطر الأوبئة التي شهدها العصر الحديث, هذا الفيروس من الممكن أن يكون سبب في تغيّر خارطة السلطة في العالم وأيضًا في تغيّر القانون الدولي, وحتى من الممكن أن يكون سبب في ظهور نظام عالمي جديد, يحكمه دول جديدة بعيدًا عن أمريكا وروسيا وأوربا, فالمعطيات الحالية تُشير إلى تدهور النظام الدولي, وتخبّط كبير في الأمم المتحدة التي تقف مكتوفة الأيدي حيال هذه المعضلة, والتي ربما تستمر لأشهر, وتُخلّف خلفها ضحايا بالملايين وانهيار عشرات الدول.

فهل سينجح النظام العالمي الحالي في القضاء على هذا الفيروس, أم سيقضي الفيروس عليه, وتظهر أقطاب عالمية جديدة, تتولى زمام السيطرة في العالم؟

NameE-MailNachricht